🐐 بوجلود في المغرب: أسطورة تتجدد بين التراث والفرجة
يُعد بوجلود من أبرز الطقوس الشعبية في المغرب، إذ يجمع بين التراث الأمازيغي القديم والاحتفال الفلكلوري الحديث. يظهر هذا الموروث العريق بعد عيد الأضحى مباشرة، حين يتحول جلد الأضاحي إلى رموز تعبيرية تُجسد مزيجاً من الروح، الطبيعة، والهوية المغربية الأصيلة.
🔹 أصل طقس بوجلود
تعود جذور بوجلود إلى العصور الأمازيغية القديمة، حيث كان الناس يحتفلون بانتهاء موسم الحصاد وبداية دورة جديدة من الحياة.
كان الهدف من هذا الطقس هو جلب البركة والخصب وطرد الأرواح الشريرة، لذلك ارتبطت شخصية بوجلود بروح الطبيعة التي تتجدد كل عام.
ومع مرور الزمن، حافظ المغاربة على هذه العادة الشعبية التي تمزج بين الفرجة والرمزية.
🔹 كيف يُقام الاحتفال؟
يبدأ الاحتفال عادة بعد عيد الأضحى بيوم أو يومين. يرتدي أحد المشاركين جلد الخروف أو الماعز ويغطي وجهه بقناع غريب الشكل، ليبدو ككائن أسطوري يجمع بين الإنسان والحيوان.
يتجول بوجلود في الأزقة وهو يرقص على أنغام الطبول والمزامير، بينما يرافقه شباب يرددون الأهازيج الشعبية ويرقصون حوله في أجواء مرحة ومليئة بالحياة.
في بعض المدن مثل أكادير، الصويرة، مراكش وسوس، أصبح بوجلود مهرجاناً كبيراً يُعرف باسم "بيلماون بودماون"، يجذب الزوار والسياح من داخل المغرب وخارجه.
🔹 الرمزية الثقافية لبوجلود
يحمل بوجلود معاني عميقة في الذاكرة الشعبية المغربية.
فهو يرمز إلى التحول والتجدد بعد ذبح الأضاحي، ويُجسد العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبين الخير والشر.
كما يعبر عن قوة التراث الأمازيغي وقدرته على البقاء والتأقلم مع الزمن، إذ تحول هذا الطقس من عادة محلية بسيطة إلى كرنفال فني وثقافي كبير.
🔹 بوجلود في العصر الحديث
اليوم، لم يعد بوجلود مجرد طقس فولكلوري، بل أصبح حدثاً ثقافياً وسياحياً يُنظم في عدة مدن مغربية بدعم من الجمعيات والمجالس المحلية.
تُقام خلاله عروض فنية وموسيقية، وورشات للأطفال، ومسابقات للأزياء التنكرية.
كما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والتعريف بالثقافة الأمازيغية على الصعيدين الوطني والدولي.
🔹 الحفاظ على التراث
يسعى العديد من الباحثين والفنانين المغاربة إلى تسجيل بوجلود كتراث لا مادي لدى منظمة اليونسكو، لما يحمله من قيمة ثقافية وإنسانية كبيرة.
فهو لا يمثل مجرد احتفال، بل يعكس روح المجتمع المغربي المتسامح والمتنوع، الذي يعتز بعاداته ويحافظ على تاريخه عبر الأجيال.
✨ الخلاصة
بوجلود ليس مجرد شخصية تنكرية أو عرض شعبي، بل هو رمز للهوية المغربية واحتفاء بالحياة والإنسان والطبيعة.
في كل سنة، يعيد هذا المهرجان إحياء الذاكرة الجماعية، ويؤكد أن التراث المغربي ما زال نابضاً بالحيوية والإبداع.
