تيفيناغ: أبجدية الأمازيغ التي صمدت في وجه الزمن

 

مقدمة

في عالم اللغات والأبجديات، تبرز تيفيناغ كواحدة من أقدم نظم الكتابة في العالم، ورمز قوي للهوية والثقافة الأمازيغية. ليست مجرد حروف تُكتب، بل مرآة لروح الأمازيغ، الذين حافظوا عليها جيلاً بعد جيل، متحدّين النسيان والإقصاء.




أصل تيفيناغ

كلمة "تيفيناغ" تُشتق من الجذر الأمازيغي ⴼⵏⴰⵖ (فنغ) والذي يعني "الكتابة" أو "النقش".
ويُعتقد أن أبجدية تيفيناغ تعود إلى أكثر من 2500 سنة، وقد استخدمها الطوارق في الصحراء الكبرى لكتابة لغتهم وتدوين أسرارهم وعاداتهم، كما عُثر على نقوش تيفيناغ القديمة على الصخور في مناطق متعددة من شمال إفريقيا.


أشكال تيفيناغ

لتيفيناغ نوعان رئيسيان:

  • تيفيناغ القديمة: وهي الحروف الأصلية التي استُعملت منذ آلاف السنين، خاصة بين قبائل الطوارق.

  • تيفيناغ المعيارية (Neo-Tifinagh): وهي النسخة الحديثة التي تم تطويرها في العقود الأخيرة، خاصة من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM) بالمغرب، لتُصبح صالحة للتعليم والكتابة والطباعة.


الحروف وعددها

أبجدية تيفيناغ تتكون في نسختها المعيارية من 33 حرفًا، وهي تكتب من اليسار إلى اليمين (على عكس بعض الكتابات القديمة التي كانت تُكتب من اليمين لليسار أو عموديًا).
ومن أشهر حروفها:

  • ⴰ = A

  • ⵣ = Z

  • ⵍ = L

  • ⵔ = R

  • ⵎ = M

  • ⵛ = CH

  • ⵢ = Y

ورمز ⵣ (ياز) أصبح شعارًا عالميًا يرمز للأمازيغية والحرية.


الاعتراف والاستخدام

تم اعتماد تيفيناغ رسميًا في المغرب سنة 2003، كلغة كتابة لتعليم الأمازيغية في المدارس، كما أصبحت تُستخدم في:

  • الكتب المدرسية

  • اللافتات الرسمية

  • الإعلام المرئي والمسموع

  • أسماء المؤسسات والفضاءات العامة

وتسعى مؤسسات ثقافية في الجزائر وليبيا وتونس أيضًا لتعزيز استعمال تيفيناغ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال